السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته ،
لايخفى عليكم أيها الاخوه انتشار قراءة الطالع والحظ في كثير من الصحف
والمجلات ومواقع الانترنت ، واعتقاد أصحابها في علاقة النجوم والابراج في
شخصيات البشر وصفاتهم وفي نفسياتهم وعلاقتها بالاشياء التي تجلب السعاده أو
الشقاء للناس . وهذه الامور تدخل في صميم الغيبيات التي اختص بها الله
سبحانه وتعالى ومن تكلم فيها فقد تكلم في الغيب مهما حاول أن يبرر كلامه
وينمقه بأسباب معينه وضعها العرافون والمنجمون .
وتلك الاسباب وضعها المنجمون والعرافون للتدليس على الناس وخداعم وتبعهم
وصدقهم في ذلك المغرورين بكلامهم ، والذي يخفى عليهم كلام أهل العلم
بالشريعه وكلام أهل العلم بالفلك بشأن التنجيم وحقيقته الزائفه .
ولذا نذكر بعض الآيات والأحاديث التي تبين بطلان عمل المنجمين :
قال تعالى : (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا . إلا من ارتضى من رسول )
سورة الجن.
فلا يطلع على الغيب أحد من البشر إلا الرسل لتأييد رسالاتهم . ولو كان
المنجمون يعرفون شيء من الغيب لبطل مدلول الآيه والعياذ بالله .
و قال صلى الله عليه وسلم :
"من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد " [حديث حسن]
فدل هذا الحديث على أن علم التنجيم شعبة من السحر .وأن الزيادة فيه زيادة
في السحر
ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخوض فيه كما يخوض المنجمون .
فقال صلى الله عليه وسلم " إذا ذكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذكرت النجوم
فأمسكوا وإذا ذكر القدر فأمسكوا " [صحيح الجامع]
بل جعل التنجيم من أشد مايخافه على أمته صلى الله عليه وسلم فقال:
"إن أخوف ما أخاف على أمتي في آخر زمانها النجوم وتكذيب بالقدر وحيف
السلطان " [صحيح الجامع]
كما أورد هنا لقاء للعالم الفلكي الكبير المعروف د.صالح العجيري مع مجلة
الوعي الاسلامي بتاريخ 9/10/2005 العدد 481 وأورد الاساله التي وجهت له
وتتعلق بالموضوع .
س - نسمع كثيراً عن دخول القمر في برج العقرب، وكذلك الشمس! ما معنى ذلك
وما أهمية معرفته؟ وهل من تأثير سلبي أو إيجابي على بني البشر من هذه
الظواهر؟
ـ الإنسان في في حال وجوده الأول على الأرض بهرته صفحة السماء بجلالها
وجمالها، فظن أن هذا الشيء هو المسيطر على العالم، وأن هذا هو الخالق، ومن
هنا ولد علم التنجيم قبل علم الفلك، فالثاني وليد للأول، وبعد أن نزلت
الأديان السماوية وعلم الإنسان أن لهذا الكون خالقاً ومدبراً بدء علم
الفلك·
وبدأت عملية دخول القمر في الأبراج، فالأبراج عبارة عن اثني عشر شكلاً
تتكون من تجمعات النجوم والشمس والقمر في دورانهما يمران على هذه
المجاميع،ومازال أهل التنجيم يعتقدون أن الأبراج السماوية في أثناء مرور
القمر والشمس بهم له علاقة بطول العمر والرزق والحياة السعيدة والشقية وفي
الزواج والطلاق··· إلخ، وأنا من الذين لا يعتقدون في هذا الكلام، وهذ ليس
من علوم الفلك، ولكن من علوم التنجيم والذي ليس له أي أساس علمي يستند
إليه·
س - هل من علاقة بين علم الفلك وعلم الأرصاد الجوية والتنجيم؟
ـ علم الفلك علم رصين يستند إلى الحقائق الثابتة والقواعد الراسخة في
تعلمه، وكذلك علم الأرصاد الجوية ويسشبهه في كثير من النواحي فهو علم صحيح
راسخ لا يستند إلى الحدس أو التخمين، أما علم التنجيم إن صح لنا أن نسميه
علماً ففيه الكثير من الملابسات الخاطئة، ويفتقر إلى القواعد والأسس
الصحيحة، ويعتمد ممارسوه على تغليب الظن على القواعد، ويخلط الكثير بين
العلوم الثلاثة، ويظنون أن المعلومات
الفلكية تأتي عن طريق الإيحاء من الجان، وهذا أمر يؤسف له، وأنا كوني
فلكياً لست بعيداً عن الاتهام من أنني أمارس التعامل مع الجان، والعلوم
الثلاثة كلها في مظهرها الخارجي، بل ربما في محتواها متشابهة ومتكاملة،
والمنجمون يحتاجون إلى دراية الفلكيين، والفلكيون يحتاجون إلى كفاءة
الأرصاد الجوية، وأرباب التنجيم يدلِّسون على الناس، ويوهمونهم، ومع ذلك
فهذا العلم يقل اهتماماً عند بعض الناس ومدلولاته ترقى عندهم إلى حد
التصديق، وطوالع الأبراج التي تنشر في الصحف كلها للتسلية ولإشباع فضول
القراء لاستطلاع المستقبل، وإن كان فأل البرج يناسب رغبات الفرد، فإنه يقول
صدق الطالع أما إذا كان في غير ما يرغب فإنه يقول <كلام جرائد>·
س - هل للأبراج أو للكواكب الأخرى تأثيرات مزاجية ونفسية على البشر، كما
يدَّعي بعضهم، علي غرار تأثير القمر على البحار في عملية المد والجذر ؟ وما
رأيكم في عملية توفيق الأبراج للزوجين قبل الزواج؟
ـ لا صحة لما يقال عن تأثير الأبراج على نفسيات البشر، لكننا لو سألنا أحد
العلماء الكبار ـ وهم عادة لا يقولون <لا> لأجاب لم يثبت ذلك علمياً،
وكل ما أستطيع أن أقوله في هذا المجال هو أننا معشر البشر على سطح هذه
الأرض خلق وسط نمر على كواكب المجرة والشمس والأبراج صعوداً ونزولاً، وهي
عبارة عن مكونات، عناصر، جزيئات، كهيربات، وكل ما يجري هذا النظام في صعود
أو نزول يمر علينا نحن البشر ولا شك أنه يؤثر فينا بأمر ما، أو بآخر، أما
قراءة الأبراج بالشكل المبتذل فلا صحة له·
أما عن توافق الطباع بين الزوج والزوجة، فلا تحكمها الأبراج وكذلك فإن
القدرات لأي شخص لا تتدخل فيها أو تغير فيها سلباً أو إيجاباً، وإرادة الله
شاءت أن يختلف الناس في طبائعهم ومشاربهم لحكمة هويريدها ونحن نلمس ذلك في
شتى مناحي الحياة، وقراءة الطالع والأبراج وغيرها لا أصدقها لأنها من
التنجيم الذي لا يرتكز على أسس علمية·(انتهى كلام العجيري )
ولولا الخوف من الاطاله وملل القراء لسردت جمله من فتاوى أهل العلم في هذا
الموضوع .
والله يحفظنا ان شاء الله ويحفظ عقائد المسلمين من هذه الترهات والخرافات
التي تتضمنها النجوم والابراج والحظ والطالع اليوم وان يهتموا في ماينفعهم
في دنياهم وآخرتهم .
ولكم كل الشكر والتقدير على قراءة هذا الموضوع